ماجد الحارثي الفهمي
28-01-2025
في عالم اليوم الذي يعج بالتحديات والضغوطات، أصبح الاعتدال أحد القيم الأساسية التي يجب أن يتحلى بها الإنسان في كافة جوانب حياته. فالاعتدال لا يقتصر فقط على جانب معين من حياتنا، بل يشمل جميع تصرفاتنا وأفكارنا وأفعالنا. يُعد الاعتدال ميزانًا يمنحنا التوازن، ويحمي حياتنا من الانزلاق نحو التطرف سواء كان في الفكر أو التصرف.
1 / الاعتدال في الفكر
فالعقل هو منبع التوازن في الحياة، وكلما كان الإنسان معتدلًا في تفكيره، كانت قراراته أكثر حكمة وواقعية. فكثير من المشاكل التي نواجهها في حياتنا اليومية تعود إلى اتخاذ قرارات متسرعة أو متطرفة، سواء كانت هذه القرارات متعلقة بالأفكار أو التوجهات. بينما يؤدي الاعتدال إلى تعزيز فهمنا للأمور ومنحنا قدرة على التكيف مع المتغيرات.
2 / الاعتدال في العلاقات
العلاقات الإنسانية هي من أهم عناصر الحياة، والاعتدال في التعامل مع الآخرين يساعدنا في بناء علاقات قوية ومستدامة. فالاحترام المتبادل والتفاهم والتوازن في التعامل مع الآخرين يُعد الأساس في تعزيز الروابط بين الأفراد والمجتمعات. وعندما نُوازن بين العطاء والأخذ، وبين الحقوق والواجبات، نتمكن من إرساء أسس تفاعلية سليمة.
3 / الاعتدال في العادات اليومية
لا يقتصر الاعتدال على الفكر والعلاقات فقط، بل يتعدى ذلك ليشمل سلوكياتنا وعاداتنا اليومية. من الأكل والشرب إلى العمل والراحة، التوازن هو العنصر الأساسي للحفاظ على صحتنا وسعادتنا. فالاعتدال في تناول الطعام يحافظ على صحتنا، والاعتدال في العمل يضمن لنا عدم الانهاك النفسي والجسدي.
4 / الاعتدال في الدين
من منظور ديني، يربطنا الاعتدال بتعاليم ديننا الحنيف الذي يدعونا إلى الوسطية. الدين الإسلامي ينهى عن الغلو والتطرف في العبادة والاعتقاد، ويحث على التيسير والتوازن في جميع الأمور.
قال تعالى في كتابه الكريم
"وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَٰكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ (البقرة: 143)
اخيرآ وليس اخرآ (( الخلاصة))
الاعتدال هو الطريق الذي يساعدنا على التعايش بسلام مع أنفسنا ومع الآخرين. وهو ليس فقط مبدأ يجب اتباعه، بل هو نمط حياة يعكس نضجًا فكريًا وعاطفيًا. في ظل المتغيرات السريعة التي نعيشها، يظل الاعتدال هو الجسر الذي يربط بين القيم الإنسانية والواقعية، ويمنحنا القوة لمواجهة تحديات الحياة بثقة وأمل.
ختامًا، لنجعل الاعتدال شعارًا لحياتنا، ولنحرص على أن نعيش كل لحظة بتوازن بين الطموحات والواقع، بين العمل والراحة، وبين العطاء والقبول